هدي اخواني و اخواتي هذه المقالة الجميلة الواردة في جريدة الاقتصادية و لم ارد ان اغير فيها او ابدل لجمال معلوماتها و اعجازها فتبارك الله احسن الخالقين ساترككم الآن مع المقاله
معجزة القلب
هل خطر في بال أحدنا كيف يعمل قلبه الذي تضمه الأضلاع في الصدر؟
ذلك الجندي المجهول الذي إذا توقف توقف كل شيء!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب".
هذا ما قاله الحديث، أما الطب فيقول عن هذا الجهاز من القلب والدم وعناصره شيئا مذهلا، فالقلب يزن نحو 312 جراماً، حجمه في قبضة اليد، تبلغ ضربات قلب الرجل نحو 60 - 80 في الدقيقة، وينبض في العام نحو 40 مليون مرة، وفي كل نبضة يدخل القلب نحو ربع رطل من الدم، ويضخ في يوم واحد 2200 جالون من الدم، أي حوالي 56 مليون جالون على مدى حياة بأكملها.
ترى هل يستطيع محرك آخر القيام بمثل هذا العمل الشاق لمثل تلك الفترة الطويلة، دون أن يحتاج لإصلاح؟
ويستطيع القلب إذا استعمل كآلة محركة، أن يرفع ثقلاً مقداره رطلين إلى ارتفاع قدمين، بنفس الجهد الذي يبذله في نبضة واحدة.
ويبلغ مقدار الدم الذي يدفعه قلب رجل صحيح، أثناء القيام بتمارين قاسية نحو 20 ليترا في الدقيقة، ويستغرق مرور دفعة واحدة من الدم خلال القلب نحو 1.5 ثانية، والطريق من القلب إلى الرئة ثم إلى القلب مرة أخرى (الدورة الصغرى) ست ثوان، أما الدم الذاهب إلى الدماغ فيعود إلى القلب في ثماني ثوان، بينما يعود الدم الذاهب إلى أصابع القدم في 18 ثانية.
وإذا افترضنا أن القلب لم يضطر إلى زيادة سرعة ضرباته عن الطبيعي؛ فإن الكرية الحمراء تمر في الدورة 1500 مرة في المتوسط، على مدى يوم كامل (حمال يحمل يومياً 1500 ثقلا بدون تعب)!
وفي الدم خمسة ملايين كرية حمراء في كل مليمتر مكعب واحد من الدم، أي تبلغ في مجموع الدم العام نحو 25 مليون مليون كرية حمراء، وتفرش سطحاً مقداره 3450 مترا مربعا، وإذا صفت الكريات الحمراء من إنسان واحد، بجانب بعضها بعضا؛ فإن مجموع أقطار الكريات (إذا علمنا أن قطر الكرية الواحدة في المتوسط سبعة ميكرونات والميكرون واحد من ألف من المليمتر!) ينشئ طولاً يغلف الكرة الأرضية 6 - 7 مرات، مع العلم أن طاقة النقي في صناعة الكريات الحمر يمكن أن يتضاعف إلى 5 - 6 مرات.
وتعيش الكرية وسطياً 120 يوماً، أي أربعة أشهر فقط، ويمكن أن ينقص عمر الكرية حتى 20 يوماً دون ظهور دلائل على فقر الدم، وتمشي الكرية الحمراء في رحلتها لنقل الأوكسجين 1150 كيلومترا في عروق البدن.
فتبارك الله أحسن الخالقين.
وفي الكرية الواحدة يوجد مركب الخضاب المعقد، الذي يحوي 574 حمضاً أمينيا، إضافة إلى الشحم والسكاكر والخمائر والفيتامينات.
وعند نقص الأوكسجين قد يرتفع عدد الكربات الحمراء إلى ثمانية ملايين /في المليمتر المكعب/ خاصة في الارتفاعات كما في مناطق عسير في المملكة، وكذلك في الأجنة باعتبار أن الرئة لا تعمل، مما دعا إلى القول إن الجنين الإنساني يجلس على قمة إفرست.
وإذا كان في الدم الكامل 25 مليون مليون (مليون مكررة مرتين أي عشرة مرفوعة إلى قوة 12) كرية حمراء لنقل الأوكسجين، فيوجد 25 مليار كرية بيضاء لمقاومة الجراثيم ومناعة البدن، وهي بخمسة أشكال، ومليون مليون صفيحة دموية لحفظ الدم ضد النزف، وإيجاد التخثر في أي عرق نازف، وتتكون هذه الخلايا بصورة أساسية من مخ العظام، الذي يصب في الدم بمعدل 2.5 مليون كرية حمراء في الثانية، وخمسة ملايين صفيحة، و120 ألف كرية بيضاء، وجدير بالذكر أن الكريات الحمراء تقوم بنقل 600 ليتر من الأوكسجين لخلايا الجسم كل 24 ساعة.
فأي خلق وإبداع هذا!
ويضخ القلب يومياً ثمانية آلاف ليتر من الدم، داخل الجملة الدوارنية التي تمتد نحو 150 كيلومتر طولاً عبر كل أنسجة البدن، ناقلة الدم بما فيه من غذاء وأوكسجين، ويكفي أن نعرف حيوية النقل عندما يتخرب الدماغ بشكل لا رجعة فيه عندما ينقطع ورود الأوكسجين عنه لمدة خمس دقائق فقط.
الأربعاء أكتوبر 31, 2007 8:32 am